هبة بريس – شفيق عنوري
اعتبر المحامي لويس ماريا كاثورلا، أن بصمة إسبانيا في شمال المغرب، تراجعت بشكل كبير بعد استقلال المملكة، على عكس التأثير الفرنسي الذي ظل سائداً في المناطق التي كانت خاضعة لاحتلال باريس.
وقال كاثورلا، وهو محامٍ للدولة وأستاذ جامعي في جامعة الملك خوان كارلوس وعضو في البرلمان الإسباني والأكاديمية الملكية، في حوار مع صحيفة “لاراثون” بمناسبة صدور مؤلفه الجديد “تطوان والعرائش 1936″، إن الأخيرة هي “رواية تاريخية بالمعنى الدقيق للكلمة”.
وأضاف المحامي البالغ من العمر 75 عاماً، أن روايته “تستند إلى وقائع موثقة ومحققة، وليست مجرد عمل أدبي تدور أحداثه في فترة معينة”، متابعاً أن عمله يتناول “كيف تأسس الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال فرانكو في يوليوز عام 1936، انطلاقاً من الأراضي المغربية الخاضعة للحماية الإسبانية”.
وتابع كاثورلا، الذي ولد في مدينة العرائش المغربية، أن “الحضور الثقافي الإسباني في شمال المغرب كان قوياً وما زالت بعض آثاره قائمة، غير أن الثقافة الإسبانية تراجعت بعد الاستقلال”، موضحاً أن “النفوذ الفرنسي في الجزء الذي كان تحت حمايته ظل أعمق وأطول أثراً من التأثير الإسباني، رغم أن معهد سيرفانتس ساهم في السنوات الأخيرة في إحياء جزء من هذا الإرث الثقافي”.
وتدور أحداث الرواية، حسب “لاراثون” في سياق مضطرب قبيل اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية، حيث يتقاطع مصير طالب قانون شاب يدعى فرانسيسكو تينول، مع عوالم التجسس والتجارة والسياسة والعنف الفاشي، بينما تحاول البطلة إيلويزا دوبورور النجاة في زمن تهيمن عليه الخيانة والمؤامرات. الرواية، التي تعد السابعة في سلسلة رواياته التاريخية الصادرة عن دار النشر “ألموثارا”، تمتاز بإيقاع سريع وتوثيق دقيق للأحداث.