هبة بريس – أحمد المساعد
أكد عمر عنان، النائب البرلماني وعضو المكتب السياسي والكاتب الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعمالة وجدة أنكاد في تصريح له لموقع “هبة بريس”، أن الاحتجاجات الشبابية المعروفة بجيل “زد” التي تشهدها عدة مدن مغربية هي ظاهرة صحية لم تأتِ من فراغ، بل هي نتيجة تراكمات لسياسات حكومية “صمت آذانها” عن معانات فئات عريضة من الشعب، خاصة الشباب.
وأوضح عنان أن الشعارات المرفوعة في هذه الاحتجاجات تضع في مقدمة الأولويات قضايا الصحة والتعليم ومحاربة الفساد، بالإضافة إلى معالجة بطالة الشباب وتوفير التشغيل. ويرى أن هذه المطالب معقولة ولا يختلف فيها اثنان، وهي دليل على قصور السياسات الحكومية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية.
كما طالب النائب البرلماني الحكومة بضرورة الانتباه إلى هذه المؤشرات وتصحيح مسارها وسياستها، خصوصًا في الشقين الاجتماعي والاقتصادي، مؤكدًا أن الشباب هم مستقبل المغرب ويجب الأخذ بأيديهم والاستماع لمطالبهم وإيجاد حلول حقيقية ذات برامج واضحة ومؤشرات تنفيذ وأجال محددة، مع التتبع والصراحة والوضوح والتواصل المستمر.
وشدد عنان كذلك، على حجم المعاناة في القطاع الصحي، التي تشمل جميع المرضى في المستشفيات بالمدن والبادية، داعيًا إلى إيجاد حلول من حيث التأطير، الأطباء، الموارد البشرية، التجهيزات، الحكامة، والعناية بالأدوية.
تدهور التعليم والتشغيل: كما نبه إلى ضرورة العناية بالمدرسة العمومية والرقي بها، وتوفير النقل المدرسي والجامعي، مشيرًا إلى المعاناة الكبيرة للشباب في التنقل. كما انتقد ارتفاع نسبة بطالة خريجي الجامعات ومؤسسات التكوين المهني، واصفًا إياها بـ “الخسارة الكبيرة للمغرب” التي يجب على الحكومة الوقوف عندها وإيجاد حلول ناجعة لها.
القوة الشرائية: أشار كذلك إلى ضرورة معالجة قضية الغلاء وتدهور القدرة الشرائية للأسر والعائلات.
وطالب البرلماني الاتحادي الحكومة بـ إعادة ترتيب أولوياتها لتكون الصحة، والتعليم، والقدرة الشرائية، والتشغيل في صدارتها. وانتقد رفع الحكومة لشعارات “الدولة الاجتماعية” معتبرًا إياها “شعارات فقط”، مؤكداً أن الدولة الاجتماعية الحقيقية تتجسد في مشاريع ومؤسسات اجتماعية، وتعليم جيد ومجاني، وصحة وحماية اجتماعية عامة ومجانية، وضمان الشغل والكرامة والعيش والسكن الكريم للجميع.
كما لفت عنان الانتباه بحدة إلى مسألة العدالة المجالية، مشيرًا إلى أن جهة الشرق “تُعاني أكثر من جهات أخرى” وتعاني من الإقصاء في كل المجالات (البنية التحتية، النقل، الاتصال، عزلة المدن والقرى).
أكبر نسبة بطالة: أكد أن جهة الشرق تسجل أكبر وأعلى نسبة بطالة على المستوى الوطني، مع ضعف كبير في الاستثمارات رغم أنها “منطقة حدودية وواجهة للمغرب”.
دعوة للحكومة: دعا الحكومة إلى إيلاء الاعتبار اللازم لهذه الجهة وتوجيه برامج حكومية للمناطق الحدودية، مشيرًا إلى أن الإحساس بـ “الحيف الكبير” و “النسيان” يمس هذه الجهة، ويجب أن تلتفت إليها الحكومة وتوجه برامجها الاجتماعية والاقتصادية، جاعلة من العدالة المجالية رافعة للتنمية، تماشيًا مع الخطاب الملكي الأخير الذي أكد على أنه “لا مكان اليوم لمغرب يمشي بسرعتين”.
وفي الختام، أضاف عنان أن المعاناة اليومية تطال أيضًا القرى والمجال القروي والجماعات البعيدة عن المركز.