هبة بريس – محمد زريوح
عبّر رئيس مدينة مليلية المحتلة خوان خوسيه إمبرودا عن سعادته الكبيرة بإعلان اتفاق السلام في غزة، معتبرًا أن هذا الحدث يمثل بارقة أمل بعد أشهر طويلة من الصراع والمعاناة الإنسانية.
وقال في تصريحاته إن السلام هو أعظم ما يمكن أن تحققه البشرية، مشيرًا إلى أن ما حدث في غزة كان يؤلمه شخصيًا كما يؤلم كل إنسان صاحب ضمير حي، وأن إنهاء الحرب يُعد انتصارًا للقيم الإنسانية ولرغبة الشعوب في العيش بأمان واستقرار.
وأكد إمبرودا أن التوصل إلى هذا الاتفاق يمثل إنجازًا دبلوماسيًا كبيرًا لم يكن متوقعًا بعد أن بدا الصراع مستعصيًا على الحل، مضيفًا أن الإرادة السياسية والرغبة الصادقة في الحوار قادتا إلى تحقيق ما كان يبدو مستحيلًا.
وأشاد بدور الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في إنجاح عملية السلام، موضحًا أنه رغم اختلافه معه في كثير من المواقف، إلا أنه يقدّر فاعليته وقدرته على إتمام الاتفاق خلال فترة وجيزة.
وفي حديثه عن المرحلة المقبلة، شدد رئيس مليلية المحتلة على أن الأولوية الآن هي إعادة الإعمار والمصالحة بين الشعوب، وفتح صفحة جديدة يسودها التفاهم والتعاون. وأوضح أن نهاية الحرب لا تعني نهاية الطريق، بل هي بداية لمرحلة جديدة من البناء وإعادة الأمل للمدنيين الذين عانوا ويلات الصراع. ودعا المجتمع الدولي إلى دعم جهود إعادة الإعمار، ومساندة الشعب الفلسطيني في مسيرته نحو الاستقرار والتنمية.
وعن الجدل الذي أثارته بعض القوى السياسية المحلية حول مقترح تسمية أحد شوارع المدينة باسم “غزة”، عبّر إمبرودا عن تحفظه على الفكرة، معتبرًا أن مثل هذه المقترحات لا تساهم في طي صفحة الخلافات بل تُبقي الجراح مفتوحة. وقال إن الأجدر هو التركيز على تعزيز ثقافة السلام بدل الانخراط في نقاشات رمزية لا طائل منها، مشيرًا إلى أن مليلية تحتاج إلى الوحدة لا إلى الانقسام.
واختتم إمبرودا تصريحاته بالتأكيد على أن مليلية المحتلة تظل مدينة للتعايش والسلام، حيث تتقاطع فيها الثقافات والأديان في نموذج فريد من التفاهم المتبادل. وأعلن أن المدينة ستحتضن خلال الأسابيع المقبلة ملتقى دوليًا حول السلام تنظمه وزارة الثقافة، بمشاركة شخصيات ومنظمات من مختلف دول العالم. وأضاف أن ما حدث في غزة يجب أن يُترك خلفنا ككابوس من الماضي، وأن تُفتح صفحة جديدة عنوانها الأمل، لأن السلام، كما قال، هو أعظم خبر يمكن أن يسمعه العالم.