موسم الخير يطرق أبواب الريف.. زيت الزيتون يفيض بعد الجفاف

حجم الخط:

هبة بريس – محمد زريوح

مع حلول شهر أكتوبر، تتحول القرى والمداشر في منطقة الريف إلى خلية نحل، حيث تنطلق عمليات جني الزيتون وعصره في أجواء مفعمة بالنشاط.

ويعد هذا الموسم الفلاحي من أهم المواعيد السنوية التي ينتظرها الفلاحون والعمال الموسميون، لما يوفره من حركية اقتصادية وفرص عمل مؤقتة تعيد الحياة للأسواق المحلية.

بعد عام من الجفاف والتراجع في الإنتاج، يستعيد القطاع الفلاحي بالريف أنفاسه هذا الموسم بفضل وفرة المحصول وعودة الإنتاج إلى مستوياته المعتادة.

وتشير التقديرات إلى أن هذه الوفرة ستنعكس إيجابًا على الأسعار، إذ يُتوقع انخفاض سعر زيت الزيتون الذي شهد العام الماضي ارتفاعًا غير مسبوق تجاوز 100 درهم للتر الواحد.

ولا يُخفى أن التساقطات المطرية التي عرفتها المنطقة في الموسم الفلاحي المنصرم ساهمت بشكل مباشر في تحسين مردودية أشجار الزيتون ورفع جودة الثمار.

كما استفاد عدد من المنتجين من إدخال تقنيات حديثة للسقي والعناية بالأشجار، مما مكّن من تجاوز آثار الجفاف التي أنهكت القطاع خلال السنوات الماضية.

في الميدان، تتنوع أساليب الجني بين الطابع التقليدي والوسائل العصرية، حيث تعتمد الأسر القروية على العمل اليدوي في الحقول الصغيرة، بينما تستعين الضيعات الكبرى بالتجهيزات الميكانيكية.

ورغم هذه الحركية الواسعة، ما زال الفلاحون يواجهون صعوبات تتعلق بندرة اليد العاملة وارتفاع كلفة النقل، ما يحدّ أحيانًا من هامش أرباحهم.

وفي جانب آخر من الموسم، تعرف معاصر الزيتون نشاطًا متواصلاً منذ بداية الشهر، حيث تمر الثمار بمراحل متعددة تبدأ بالغربلة والغسل وتنتهي بالعصر واستخلاص الزيت.

وتركز العديد من الوحدات الإنتاجية على احترام معايير الجودة والنظافة، لضمان منتوج طبيعي يحافظ على خصائصه الغذائية والطبية.

و على مستوى السوق، تشير الأرقام الأولية إلى انخفاض تدريجي في الأسعار، إذ يتراوح سعر الزيتون ما بين 7 و8 دراهم للكيلوغرام الواحد، بينما يباع لتر الزيت ما بين 50 و70 درهمًا حسب الجودة.

ويتوقع أن يتواصل هذا الانخفاض خلال الأسابيع المقبلة بفضل وفرة الإنتاج وارتفاع العرض في مختلف الأسواق المحلية.

ورغم الأجواء الإيجابية التي تواكب الموسم الحالي، تظل بعض الإشكالات مطروحة أمام الفاعلين في القطاع، مثل ضعف البنيات التحتية المؤدية إلى الضيعات، واحتكار بعض الوسطاء لحلقات التسويق، إلى جانب نقص التأطير والدعم الموجه للفلاحين الصغار.

ومع ذلك، يبقى موسم الزيتون حدثًا سنويًا يحتفي به سكان الريف، رمزًا للخصب والعطاء ورافعة للاقتصاد المحلي.