شوف بريس
أضحت الصورة الرقمية للدول عنصراً حاسماً في بناء النفوذ والتأثير العالمي، غير أن الجزائر ما تزال عاجزة عن صياغة استراتيجية إعلامية قادرة على مواكبة هذا التحول. ورغم وفرة ثرواتها الباطنية، يظل غياب الكفاءات المؤهلة أكبر عائق أمامها، خصوصاً في قمة هرم السلطة السياسية.
وبدل استثمار الطاقات الشابة والخبرات المتراكمة لإنتاج مشروع تنافسي ينهض بصورة البلد، اكتفت السلطات بإطلاق مبادرات شكلية، من قبيل “اللقاء التشاوري” الذي دعت إليه وزارة البريد والمواصلات يوم 23 شتنبر، بحضور بعض صناع المحتوى الرقمي. خطوة حاولت الوزارة تسويقها كمساحة للحوار، لكنها تبدو في نظر متابعين مجرد واجهة دعائية.
الوزير المشرف حرص على الترويج لهذه المبادرة عبر تدوينة أكد فيها دعمه للمحتوى الوطني، غير أن الواقع يكشف أن الرهان على مقاطع “التيك توك” والتفاهة الرقمية لن يغير حقيقة بلد غارق في أزمات اجتماعية واقتصادية متفاقمة.
فالأزمة ليست تقنية ولا دعائية فقط، بل هي نتاج عقود من الفساد وغياب الرؤية الاستراتيجية، وهو ما جعل صورة الجزائر الرسمية والشعبية أسيرة مظاهر الانهيار بدل أن تكون عنواناً للإبداع والنهضة.