هبة بريس ـ ياسين الضميري
من يتابع عناوين بعض الصحف والمواقع الجزائرية هذه الأيام سيظن للوهلة الأولى أنها مكاتب فرعية للجرائد المغربية، أو أقسام فرعية في قنوات المملكة، أكثر من 75% من محتواها مكرس للمغرب، وكأن الجزائر تحولت إلى “جنة فوق الأرض” خالية من المشاكل والأزمات، فلم يجد القوم هناك ما يكتبونه سوى عن الجار الغربي.
المضحك المبكي أن صحافة “بلاد العسكر” لا تترك شاردة ولا واردة في المغرب إلا وتحولها إلى مانشيت عريض، من أخبار الرياضة إلى السياحة، من مشاريع البنية التحتية إلى حتى تفاصيل الحياة اليومية، كل شيء عندهم “مغرب ومغرب”، فهل وصل الإفلاس الصحفي إلى درجة أن المغرب صار المورد الأساسي للعناوين والافتتاحيات؟
الأغرب أن هذه الصحافة نفسها، التي تدعي “الانتصار للجزائر”، تنسى أن القارئ الجزائري البسيط ينتظر منها أن تتحدث عن قضاياه الحقيقية، غلاء المعيشة، أزمة السكن، البطالة، الفقر، استغلال الثروات من طرف فئة حاكمة و مقربة منها، انقطاع المياه، الطوابير الطويلة، انقطاع مواد غذائية أساسية، و غيرها من الأزمات، لكنها بدل ذلك، تصر على أن “تلهيه” بتقارير عن المغرب، وكأن المغرب صار “المخدر الإعلامي” الذي يغطي على الفشل الداخلي.
فهل تحولت مهنة الصحافة عند الجيران إلى مجرد هواية “التلصص” على المغرب؟ أم أن هناك تعليمات عليا توجه البوصلة نحو الرباط والدار البيضاء بدل قسنطينة وتمنراست؟
في النهاية، يبدو أن صحف الجزائر تعاني من “متلازمة المغرب”، حيث يعيشون على إيقاع كل صغيرة وكبيرة تحدث هنا، في دليل آخر على أن المغرب ليس فقط هاجسا سياسيا لنظام العسكر، بل أيضا “مادة خام” لا غنى عنها لصحافته.
وإذا استمر الحال على ما هو عليه، فقد نصل يوما إلى أن ينشروا عناوين من قبيل: “ارتفاع أسعار الطماطم في سوق بالدار البيضاء.. ماذا يعني ذلك للجزائر؟”.
