تم اليوم الاثنين بالعيون تنظيم ندوة احتفاء بالذكرى الستين لاتفاقية إقامة العلاقات بين المغرب والسنغال، بحضور باحثين وصناع قرار ورجال أعمال وفاعلين مؤسساتيين من كلا البلدين.
ويندرج هذا اللقاء، الذي نظمته جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P)، بتعاون مع معهد تمبكتو – المركز الأفريقي لدراسات السلام، ومقره بدكار، في إطار إحياء ذكرى الاتفاقية التي وقعت سنة 1964 وتم التصديق عليها سنة 1965، والتي تعتبر إحدى أسس الشراكة النموذجية التي تجمع بين البلدين الأفريقيين.
وبهذه المناسبة، أبرز القنصل العام للسنغال في الداخلة، بابو سيني، تميز واستمرارية العلاقات بين المغرب والسنغال، “البلدين الشقيقين اللذين يربطهما التاريخ والجغرافيا”.
وفي كلمة ألقاها نيابة عنه نائب القنصل العام، سليف ديوب، أكد أن اتفاقية إقامة العلاقات بين البلدين “أرست أسس علاقة استثنائية، ولا تزال نموذجا مثاليا للتعاون الذي تحتاجه أفريقيا بشدة كمصدر إلهام”.
وأشار السيد سيني إلى أن هذه الندوة تتزامن مع الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، التي مازالت تلهم قيم التضامن والصمود والوحدة، وتعزز التزام الشعب المغربي بالسلام والتنمية.
وأوضح أيضا أن الإطار القانوني للتعاون المغربي السنغالي يشمل حاليا نحو ثلاثين اتفاقية تغطي جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية، مما يشكل “نموذجا لتعاون جنوب-جنوب فعال ومتين ومتطلع للمستقبل”.
وأشاد القنصل العام بالرؤية المشتركة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية السنغالية، بسيرو ديوماي دياكار فاي، الرامية إلى ترسيخ شراكة استراتيجية بين البلدين، من أجل أفريقيا مندمجة وذات سيادة ومزدهرة.
من جانبه، أكد رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، هشام الهطبي، أن الاحتفال بالذكرى الستين لهذه الاتفاقية هو تكريم لرؤية مشتركة، رؤية دولتين أفريقيتين شقيقتين، اختارتا، منذ السنوات الأولى لاستقلالهما، طريق الشراكة والثقة والأخوة.
وأضاف أن هذه الاتفاقية التأسيسية جسّدت منذ ذلك الحين القناعة الراسخة بأن مصير الشعبين المغربي والسنغالي سيكون أكثر متانة كلما تجذّر في تقاسم المعارف، والاعتراف المتبادل بالكفاءات، والتواصل الفكري.
وقال : “بعد ستين عاما، لا تزال هذه القناعة راسخة، وتتواصل في مؤسساتنا وجامعاتنا ومختبراتنا ومشاريعنا المشتركة”.
و سلّط السيد الهبطي الضوء على الروابط الأكاديمية بين البلدين، مشيرا إلى أن نحو أربعين طالبا سنغاليا يتابعون دراستهم حاليا في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، مما يبرز حيوية التعاون العلمي والتعليمي بين الرباط وداكار.
من جانبه، أكد رئيس معهد تمبكتو، بكاري سامبي، أن هذه الذكرى تتجاوز مجرد إحياء حدث تاريخي لتندرج في إطار نقل إرث مشترك، يجمع بين ذاكرة الماضي ووعود المستقبل.
وأعرب السيد بكاري سامبي عن اعتزازه الكبير بكون هذه الاحتفالية تتواصل بمدينة العيون، “المدينة الرمزية لتاريخ مشترك”، وفي لحظة قوية تتزامن أيضًا مع إحياء ذكرى المسيرة الخضراء، مشيدًا بالدينامية التنموية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، في ظل الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي “تشهد تحولات كبرى و تنمية مذهلة تحظى باعتراف عالمي”.
وتوقف سامبي، بالمناسبة عند أهم المشاريع الرئيسية وفي مقدمتها ميناء الداخلة الأطلسي، والاستثمارات في الطاقات المتجددة، والتي تشكل، حسب قوله، “نماذج ملهمة للابتكار في القارة الأفريقية بأكملها”.
وقد حضر هذا اللقاء، الذي يعتبر شاهدا على التعاون الثنائي، الذي أصبح بمرور الزمن أحد أكثر نماذج الشراكة الأفريقية استدامة، والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل إقليم العيون، عبد السلام بكرات، وعدد من القناصل العامين المعتمدين في العيون.
(ومع)
