هبة بريس-عبد اللطيف بركة
في مبادرة تعكس روح المسؤولية والإصرار على بعث مشاريع التنمية المتوقفة، قام سعيد أمزازي، والي جهة سوس ماسة وعامل عمالة أكادير إداوتنان، اليوم الاثنين 27 أكتوبر الجاري، بزيارة ميدانية إلى مركز الأركان بأزراراك بجماعة الدراركة، وذلك في إطار جهود إعادة إحياء هذا المشروع الملكي الرائد الذي أغلق منذ سنة 2015، رغم رمزيته وأهميته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
– مشروع ملكي برؤية تنموية متجددة
كان صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله قد وضع حجر الأساس لهذا المركز سنة 2006، ليكون فضاءً لتثمين شجرة الأركان، هذه الشجرة المباركة التي أصبحت رمزاً عالمياً للتوازن البيئي والتراث اللامادي المغربي.
واليوم، تأتي مبادرة الوالي لإعادة فتح المركز كخطوة استراتيجية تهدف إلى تحويله إلى قطب اقتصادي وسياحي وثقافي يخدم التنمية المحلية ويُعيد الحياة إلى منطقة أزراراك ومحيطها.
– موقع استثنائي داخل المحمية الحيوية للأركان
يقع مركز الأركان في قلب المحيط الحيوي للأركان المصنف من طرف منظمة اليونسكو، ما يمنحه قيمة بيئية نادرة ومؤهلات طبيعية وسياحية غنية.
ويرتقب أن يتم تثمين هذا الفضاء عبر إحداث مزرعة بيداغوجية، ومسارات بيئية، وورشات للصناعة التقليدية، ومتحف، وقبة فلكية، ومرافق لتثمين وتسويق المنتجات المحلية، بما يجعل منه وجهة سياحية فريدة ومركز إشعاع ثقافي واقتصادي في الجهة.
– فرص شغل ودينامية جديدة
من المنتظر أن يخلق المشروع بعد إعادة فتحه أكثر من 80 منصب شغل مباشر وحوالي 250 منصباً غير مباشر، فضلاً عن دعم التعاونيات النسائية العاملة في مجال إنتاج وتسويق زيت الأركان ومشتقاته، مما سيساهم في تمكين المرأة القروية وتحسين ظروف العيش داخل الجماعة.
– حكامة تشاركية لضمان النجاح
وخلال زيارته، دعا الوالي أمزازي إلى تعبئة جماعية لكل الفاعلين المحليين والمؤسسات المنتخبة والقطاع الخاص، من أجل بلورة رؤية تشاركية تضمن استدامة المشروع وفعاليته، مؤكداً أن مركز الأركان يجب أن يصبح نموذجاً جهوياً ووطنياً في الاقتصاد التضامني والتنمية المستدامة.
– بعث جديد لرمز من رموز سوس ماسة
بهذه الخطوة، يُعاد مشروع مركز الأركان إلى واجهة التنمية بعد سنوات من الجمود، في رسالة واضحة مفادها أن المشاريع الملكية ليست فقط بنى تحتية، بل روافع حقيقية لتغيير واقع الإنسان والمجتمع.
مبادرة والي الجهة تؤكد أن سوس ماسة ماضية بثبات نحو نموذج تنموي يزاوج بين الحفاظ على التراث ودعم الابتكار والاقتصاد الأخضر، في انسجام تام مع التوجيهات الملكية السامية ورؤية المغرب لمستقبل مستدام ومتوازن.
