وانتهى الصراع المفتعل.. وجاء دور تكريم الرجال ممن ترافعوا بشرف

حجم الخط:

هبة بريس – محمد منفلوطي

هاهي قضيتنا الوطنية العادلة قد طويت صفحاتها، وهاهو النزاع المفتعل قد ولى بلا رجعة، وهاهي صحراؤنا الغالية قد نالت ثقة المنتظم الدولي، وهاهو عاهل البلاد يزف البشرى، ويمد يد التسامح ويد السلام للرئيس تبون، يدعوه لطي صفحة الماضي، والعمل جنبا لجنب لانعاش المحيط المغاربي واطلاق مبادرات اجتماعية واقتصادية تعود بالنفع على شعوب المنطقة والقارة الافريقية جمعاء…

تعالوا يا ناس، لبوا النداء، وانخرطوا في مشروع مغاربي يغنيكم عن السؤال، ويوحد الصفوف، وينزع فتيل التوثرات…

إنه انتصار للدبلوماسية المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس حفظه الله، لتعم الفرحة بعدها شوارع المملكة من طنجة إلى الكويرة، لقد جاء الحق وزهق الباطل، وخسر أولئك المبطلون والمنافقون….

انتصارٌ، جاء بعزم الرجال، بدءا بالرؤية الملكية الثاقبة، وسياسته الحكيمة، فكانت للدبلوماسية الكلمة الفصل والحكم، قاد المرحلة رجال أشداء على الأعداء رحماء فيما بينهم..

من بين رموز التدافع والترافع على قضيتنا العادلة، ومن رموز النخوة المغربية والصلابة والثبات على المواقف، صاحب الروح الوطنية الحاضرة بقوة في أكبر كبريات التجمعات الدولية في منتظم الأمم المتحدة وما يحمله الاسم من وزن وثقل دوليين على الساحة الدبلوماسية والعلاقات الدولية….

الرمز الذي يعد من أهم رموز رجالات الدولة المغربية الذين لقنوا الاعداء دروسا قاسية وأسكتوا تفسيراتهم وتأويلاتهم لقضيتنا العادلة التي طالما ” هؤلاء الاعداء” تغنوا بها بالمحافل الدولية، بيد أنهم ضحوا بالغالي والنفيس ومايملكون من شرف ومال وعائدات غاز، وأنفقوها في الترويج للمغالطات والمزايدات وحشر الانوف في قضايا هي أكبر بكثير من حجمهم القزمي…لو انفقوا ذلك في خدمة بلدهم وشعبهم لكان أعلى وأقوم…

إنه السفير عمر هلال، هو ذلك الرمز الذي قهر هؤلاء الأعداء، وأفشل مخططاتهم وخزعبلاتهم التي مافتئوا يسوقونها تحت طائلة الدفاع عن حق الشعوب في تقرير المصير..وعن أي حقوق يتحدثون وهم بدورهم نهبوا حقوق شعب بالكامل في دولة تتغنى غازا وبترولا…

هو رمز من رموز رجالات الدولة المغربية وأحد أصواتها القوية داخل ردهات الأمم المتحدة، هو السفير عمر هلال، الذي ثار في أكثر من مناسبة في وجه الممثلين الدائمين للجزائر ليعلمهم أبجديات الدبلوماسية الدولية واللباقة في مناقشة الأمور لاسيما إذا كانت ذات طابع حساس….

لقنهم الرجل دروس في أكثر من مناسبة، ذكَّرهم بالتاريخ والجغرافيا والأعراف الدولية، والمعاهدات والاتفاقيات والتفاهمات…حينها ظل ممثلو الجارة الشرقية في أكثر من مناسبة شاردين وكأنهم أمام محاضرات جامعية في إحدى مدرجات الجامعات….

نعم، ذكَّرهم بالتاريخ، وأحرجهم أمام العالم، حين ثار في وجوههم وفضح كل ألاعيب سياسة بلادهم التي كان لها اليد العليا في خلق جماعة انفصالية منحتها الاسم والمأوى والشرعية، وبات حلمها الأكبر هو قطع شريان المغرب عن عمق الافريقي وخلق واجهة بحرية على الأطلسي…لكن هيهات هيهات…

ذكَّرهم، بالأعراف والأصول والعيش الكريم، وكأنه يقول لهم انظروا يا هؤلاء كيف يعيش سكان الأقاليم الجنوبية المغربية في أمن وأمان ورفاهية، وهم الذين لا يقطعون واديا ولا ينتظرون في طوابير مملة للحصول على حفنة دقيق أو قطعة أرز وموز…

انظروا يا من يرددون مصطلح تقرير المصير لكيان وهمي، انظروا لسكان الأقاليم الجنوبية المغربية، وهم يعيشون بشرف ويتحركون بكل حرية، ويشاركون في كل عملية سياسية ديمقراطية، عكس ما يوجد عليه الحال ذاته للمحتجزين في الجزائر، حيث تكميم الأفواه والزج بالمعارضين السياسيين وجمعيات حقوق الإنسان في السجون…. ….

فعن أي تقرير المصير كانوا يتحدثوا هؤلاء…

ألا يرون هؤلاء المروجون لفكرة التقسيم، أن الأمم المتحدة لو طبقت مبدأ تقرير المصير وفق ما تجتره الجزائر في كل مناسبة، لكانت هذه الأخيرة ” الجزائر” منقسمة إلى ثلاث دول….

نعم، هو السفير عمر هلال، الذي وقف شامخا مدافعا عن وحدة المغرب بالقول: ” إن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، وأن افتعال ما يسمى بجماعة البوليساريو الانفصالية ماهي إلا صناعة جزائرية لعزل المغرب جغرافيا وتقافيا واقتصاديا واجتماعيا عن عمقه الافريقي …

نعم، إنه السفير عمر هلال ياسادة، الرجل الذي وقف سدا منيعا من قلب الأمم المتحدة…نعم وقف كشوكة في حلق الأعداء من دعاة الانفصال ممن يسعون للنيل من استقرار المغرب ووحدته الترابية، ليُعلمهم جميعا الدروس ويُلقنهم أبجديات الممارسة السياسية السليمة، ويُفشل مُخططاتهم البائسة..