هبة بريس – شفيق عنوري
كشف تقرير إسباني جديد تفاصيل الخطة العسكرية التي وضعها جيش الجنرال فرانكو، من أجل إيقاف المسيرة الخضراء التي أطلقها الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، من أجل استرجاع أقاليم المملكة الجنوبية.
جاء ذلك في تقرير نشره موقع “Infobae” قال فيه إن القوات الإسبانية وضعت خطة عسكرية سرية أُطلق عليها اسم “عملية المرابونتا”، بهدف التصدي لأي تقدم للمغرب نحو أراضيه المحتلة، مع تمركز المدفعية والألغام وحشد أكثر من عشرين ألف جندي، إضافة إلى إنشاء تحصينات حول مدينة العيون لحماية مواقع الاحتلال الإسباني.
وأضاف المصدر أن الجيش الإسباني كان مجهزًا بالكامل لمواجهة أي اختراق عسكري، لكن المسيرة الخضراء، التي انطلقت في السادس من نوفمبر 1975، لم تكن متوقعة، إذ كانت منظمة وسلمية، وشارك فيها أكثر من 350 ألف مدني مغربي مسلح بالعلم الوطني ونسخ من القرآن.
وأوضح المصدر أن القوات الإسبانية لم تتلقَّ أي أوامر بالتصدي فعليًا للحشود الزاحفة، بالنظر إلى أن الخطة الموضوعة كانت تهدف إلى ردع أي تحرك قد يتحول إلى مواجهة مسلحة، مردفاً أن الملك الحسن الثاني، قائد المسيرة الخضراء، لم يكن يسعى لاسترجاع أراضي المغرب الجنوبية بالسلاح، بل بوسائل سلمية وسياسية.
واسترسل التقرير نفسه، أن خطة الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، جاءت في وقت كان فيه النظام الإسباني بقيادة فرانكو الذي كان منشغلاً بتدهور حالته الصحية، (كان فيه النظام الإسباني) في أسوأ حالاته، مبرزاً أن المسيرة الخضراء انتهت في التاسع من نوفمبر 1975، بانسحاب المغاربة بشكل سلمي، ووفق خطة مدروسة.
وذكر المصدر أن الجيش الإسباني، بدأ في الرابع من أكتوبر 1975، أي قبل شهر من المسيرة الخضراء، استعداداته العسكرية خوفاً من تحركات محتملة للمغرب، حيث أقام نظاما دفاعيا محكما حول العيون، بما في ذلك أسلاكاً شائكة ووحدات تكتيكية تحت أسماء “لينس” و”غزالة” لمنع التقدم من الشمال والشرق، إضافة لوحدة احتياطية في الخلفية.
وضمت كل مجموعة، وفق ما جاء في التقرير، علماً للجيش الإسباني ووحدة متحركة من سلاح الفرسان للهجمات المضادة، فيما كانت وحدات المدفعية المدمجة ودبابات متوسطة جاهزة للدفاع عن المدينة، مع استعداد المظليين من شبه الجزيرة الإيبيرية للتدخل عبر مضيق جبل طارق إذا اقتضت الضرورة.
وأفاد التقرير نفسه، أن الخطة العسكرية التي وضعها الجيش الإسباني لم تراع الاستراتيجية المغربية السلمية، ولم تأخذ في الاعتبار أن الهدف الحقيقي للمسيرة الخضراء كان الضغط على المحتل الإسباني لاستعادة الأقاليم الجنوبية للمملكة، بعيداً عن أي انخراط في مواجهة مسلحة.
وتابع المصدر نفسه أن قرار الملك الحسن الثاني الانسحاب السلمي للمسيرة الخضراء جاء بعد اتفاق سري أُبرم مع السلطات الإسبانية، مهد الطريق لاحقًا لتسليم إدارة الصحراء إلى المغرب وموريتانيا، وذلك ضمن ما يعرف بالمرحلة الانتقالية بعد نهاية حكم فرانكو.
وأشار التقرير إلى أن العملية العسكرية الإسبانية ألغيت نهائيًا واستُبدلت بـ”عملية السنونو”، التي كانت تهدف إلى إخلاء المدنيين والقوات الإسبانية، وتسهيل إعادة الأراضي المحتلة إلى المغرب، وهو ما تم بشكل تدريجي، إذ خرج عشرات آلاف الإسبان من المدن المحتلة، وتم تفكيك التحصينات والمواقع العسكرية.
