إعلام النظام الجزائري يتهم المغرب للتغطية على فضيحة فرار الجنرال ناصر الجن

حجم الخط:

هبة بريس

حاولت صحف جزائرية محسوبة على دوائر القرار في النظام العسكري التغطية على الفضيحة المدوية التي فجّرها خبر فرار الجنرال عبد القادر حداد، الملقب بـ”ناصر الجن”، المدير السابق للأمن الداخلي في الجيش الجزائري، نحو إسبانيا، عبر اتهام المغرب بفبركة القصة.

الدفاع المستميت عن نظام العسكر

صحيفة الخبر، المعروفة بدفاعها المستميت عن أبواق النظام، زعمت استناداً إلى ما وصفته بـ”معلومات استخباراتية”، أن الجنرال لم يغادر الجزائر إطلاقاً، مدعية أن ما نشره موقع إل كونفيدنسيال الإسباني بقلم الصحافي إغناسيو سمبريرو “مجرد مزاعم هدفها استهداف المؤسسة الأمنية الجزائرية بدعم من الرباط”. بل ذهبت الصحيفة إلى حد القول إن المقال الإسباني “اصطفاف مع الأطروحات المغربية”، متهمة الموقع بتبني “خطاب عدائي ضد الجزائر”.

ولم تخرج صحيفة لوسوار دالجيري الناطقة بالفرنسية عن السرب، إذ كررت الاتهامات ذاتها، مدعية أن الأخبار التي تحدثت عن وجود ناصر الجن بمدينة أليكانتي “مفبركة وتحمل بصمة المخزن”.

تصدع وانقسامات تنخر هرم المؤسسة العسكرية

غير أن الوقائع على الأرض تؤكد العكس؛ فهروب أحد أبرز قادة الاستخبارات الجزائرية يفضح حجم التصدع والانقسامات التي تنخر هرم المؤسسة العسكرية، في وقت يواصل فيه النظام تصدير أزماته الداخلية عبر مسرحيات إعلامية بائسة ضد المغرب.

ويرى مراقبون أن هذه الحملة الهستيرية تكشف مأزق نظام الكابرانات، بعد أن تحولت مؤسساتهم الأمنية إلى بيت متداعٍ يتساقط من الداخل، حيث لم يعد بوسعهم سوى تلفيق الاتهامات للهروب من مواجهة الواقع المرير.

ويجمع المحللون على أن قضية ناصر الجن ليست مجرد حادثة عابرة، بل إشارة صريحة إلى بداية انهيار الجدار الداخلي للعصابة الحاكمة، التي فقدت آخر ما تبقى لها من مصداقية، لتغرق في مسرحيات لم تعد تقنع حتى الجزائريين أنفسهم.