تحالف إسباني-مغربي لبعث الحياة في “ملحيات اللوكوس” بالعرائش

حجم الخط:

هبة بريس – شفيق عنوري

أطلق تحالف بين منظمة “Salarte” الإسبانية وشركاء مغاربة، مشروعاً واعداً لإحياء “ملحيات العرائش”، بهدف إعادة النظام البيئي للمستنقعات في حوض “اللوكوس”.

وكشفت تقارير إعلامية إسبانية، أن المشروع يعتمد على حلول مستدامة قائمة على الطبيعة والاقتصاد الأزرق لتعزيز التراث البيئي والثقافي للمنطقة، مضيفةً أن فنيي “Salarte” توجهوا إلى المنطقة لتقييم الحالة الراهنة للمستنقعات.

وقال موقع “إل فارو” الإسباني، إن فنيي المنظمة التي تتخذ من قادس مقرا لها، عقدوا اجتماعات مع المؤسسات المحلية والباحثين المشاركين في حفظها، ضمن استراتيجية لتحديد مشروع تدخل شامل لإدارة هذا التراث الطبيعي والثقافي واستدامته على المدى الطويل.

وأشار الموقع إلى أن اللقاء نظمه مصطفى الخضر، رئيس جمعية التنمية التضامنية لبوردو (ADS-Burdeos)، بمشاركة زميلته غيتة عوامي، وفريق متعدد التخصصات ضم الفنانة كارميت إيفن زور، أمين موقع ليكسوس الأثري أنس العمراني، المؤرخ دريس شهبون.

وشارك في اللقاء المذكور، وفق المصدر نفسه، كل من الطبيب الفرنسي دانييل موجيكا، وأستاذ الفنون الجميلة عزيز العمراني، وعالم الأحياء يونس حميمصة، والخبيرة الإسبانية مارتا أنغولو، وممثلي “Salarte” خوان مارتين بيرموديز ومارا إسكاسي.

وأفاد “إل فارو” أنه خلال الإقامة، استُقبل الوفد من قبل عمدة العرائش عبد المومن السباهي في لقاء تقني ومؤسسي بالقاعة البلدية، قبل أن يقوم خوان مارتين بزيارة تشخيصية للمِلحيات والمستنقعات تحت إشراف مِلّاحي المنطقة، الذين سبق أن تعاونوا مع “Salarte” في 2019، بمشاركة أنس العمراني لتقديم منظور تاريخي عن العلاقة بين المدينة ومستجمعات المياه منذ العصور القديمة.

كما أتاح المشروع التعرف على تقدم مشروع “@rosa__sel” الذي طوره طلاب كلية متعددة التخصصات بجامعة العرائش، حيث عرضوا منتجات مبتكرة مصنوعة من ملح العرائش، في حين قدمت مارتا أنغولو ودانييل موجيكا مقترحات لتعزيز التسويق المستدام للملح الحرفي ودمجه في الأسواق المحلية.

واختتمت البعثة بإعداد خارطة طريق لإطلاق مشروع تجريبي لإعادة تأهيل المِلحيات، يشارك فيه شباب مغاربة وفرنسيون وإسبان في الأعمال الميدانية، ما يعكس التعاون الدولي والالتزام بالإقليم، فيما أكد خوان مارتين بيرموديز أن “هذه الخطوات حلم يتحقق لإعادة العلاقة العميقة لسكان العرائش مع نهر لوكس ومستجمعاته”.

وتعزز هذه المبادرة العمل الذي بدأ في سبتمبر خلال المهرجان الثامن للمضيق في بربات، حيث قدمت “Salarte” نموذج تدخلها في خليج قادس وأسست لأسس مشروع تجريبي للترميم البيئي في لوكس، مستندة إلى خبرتها في استعادة المستنقعات الملحية المهجورة بالأندلس عبر الجمع بين الترميم البيئي، العلم، السياحة الطيرية، الطهي، والأنشطة التقليدية كأدوات للحفظ والتنمية الاجتماعية.

وحدد الوفد مجموعة أولويات بعد الزيارة، أبرزها إعادة الطبيعة للمستنقعات، استعادة الثقافة الملحية في العرائش، وإنشاء نموذج إدارة تشاركي يدمج الإدارات والجامعات والجمعيات والمواطنين، مؤكداً التزام “Salarte” بالمساهمة بخبرتها لإعادة هذا التراث ليصبح مصدر حياة وفرص عمل وفخر لسكانه.

وذكرت المصادر سالفة الذكر، أن المبادرة مدعومة من “ADS-Burdeos” و”Larache en Acción”، إضافة إلى بلديتي بربات والعرائش، لتعزيز التعاون عبر الحدود حول الاقتصاد الأزرق، الثقافة البيئية، واستعادة النظم البيئية، ضمن شبكة المِلحيات الحرفية على طريق الطيران الأطلسي الشرقي، التي تعمل عليها المنظمة منذ 2019 بالتعاون بين القارات الأوروبية والأفريقية.

وأكد الموقع أن “Salarte” والجهات المشاركة كثفت جهودها للحفاظ والإدارة الشاملة للمستنقعات الساحلية، معززة رؤية مضيق جبل طارق كإقليم جسر للتواصل والحوار والمستقبل المشترك بين إسبانيا والمغرب، بما يضمن استدامة الترميم البيئي والتنمية الثقافية والاجتماعية.