علي اضرضور.. قصة شاب تطواني حوّل البساطة إلى مصدر إلهام

حجم الخط:

عمر الرزيني-تطوان

في أحد أحياء تطوان القديمة، كان شاب بسيط اسمه علي اضرضور يجلس أمام هاتفه، يحمل في قلبه فكرة صغيرة وحلماً كبيراً. لم يكن يبحث عن أضواء الشهرة ولا عن تصفيق العابرين، بل كان يحمل همّ أن يجعل من صوته نافذة يطل منها الناس على قضاياهم، على أحلامهم المؤجلة، وعلى مشاكلهم التي كثيراً ما يتم تجاهلها.

أطلق صفحته باسم “مابيا ماعليا”، عنوانٌ يختصر فلسفته في الحياة: عفوية صادقة، وقرب من الناس بلا حواجز. بدأ علي يشارك مقاطع قصيرة، بصوت مليء بالصدق، وأسلوب يزاوج بين الجدية والمرح، حتى وجد فيه الشباب مرآةً لآمالهم، والكبار ابناً يشبه أبناءهم.

شيئاً فشيئاً، لم تعد مقاطع علي مجرد محتوى عابر، بل تحولت إلى رسائل إنسانية تلامس قلوب الناس، وتفتح نقاشاً حول قضايا آنية تهم المجتمع. لقد تجرأ حيث صمت كثيرون، وتحدث بلغة البسطاء حين اختبأ الآخرون خلف المصطلحات المعقدة.

اليوم، أصبح اضرضور وجهاً مألوفاً، ليس لأنه مشهور فحسب، بل لأنه اختار أن يجعل من الشهرة وسيلة لزرع الوعي والأمل. إنه نموذج للشاب التطواني الطموح، الذي أثبت أن العصر الرقمي قد يكون سلاحاً للتغيير الإيجابي، وأن الكلمة حين تصدر من القلب، تصل إلى كل القلوب.

ولعل أجمل ما يقدمه علي اضرضور، ليس فقط محتواه ولا حضوره القوي، بل تلك الرسالة الصامتة التي يبعثها لكل شاب مغربي: أن الطريق نحو التأثير لا يحتاج سوى إلى صدق، وإلى إيمان بقدرة الفرد على صناعة فرق. فمهما كانت الإمكانيات بسيطة، ومهما كان الطريق شاقاً، فإن من يضع قلبه في خدمة الناس، سيجد طريقه يفتح أمامه، وسيصير صوته نوراً يهدي غيره.

إنها قصة إلهام حيّة، تقول لشباب اليوم: آمنوا بأنفسكم، فكل حلم صادق قادر أن يتحول إلى حقيقة.