هبة بريس – شفيق عنوري
اعتبر المصور الإسباني الشهير ألفريدو كاليز، أن المغرب وإسبانيا صاغا هوياتهما عبر “سوء الفهم” تاريخي بينهما، معتبراً أن الجار الجنوبي هو “ذلك البعيد القريب” الذي يساعد على “التعرف على الذات”.
وقال كاليز في حوار مع جريدة “إل كونفيدينثيال”، إن هوية المغرب وإسبانيا صيغت عبر “سوء الفهم”، معتبراً أن العلاقة بين البلدين تأرجحت لقرون بين الانبهار والرفض حسب الظرف التاريخي.
وأضاف أنه في المخيال الإسباني لا يزال هناك حضور لشخصية “المورو” وليس من المبالغة القول إن الإسباني بنى جزءاً من هويته استنادا إلى صورة سلبية لهذا “المورو”، كأنه مرآة عكسية.
أما المغربي فقد كان نصيبه حسب كاليز أن “يكون المستعمَر، المغلوب، والآن المهاجر. وحين يتعامل معنا، كثيرًا ما لا يبقى أمامه سوى خيارين: أن يخيفنا أو أن يثير شفقتنا. إنها علاقة معقدة، وغالبا هكذا تبنى الهويات”.
وبخصوص الأسباب التي جعلته يختار الغرب ليكون محورا ومركز ثقل في أول كتاب صور يصدره، أوضح كاليز أنه “بعد فترة طويلة من التصوير في أمريكا الوسطى عدت إلى إسبانيا بفكرة واضحة: لإنجاز عمل فوتوغرافي جاد يجب أن تخصص له وقتًا كافيًا”.
وأضاف صاحب كتاب “تصوير الكارثة”: “كنت أبحث عن مكان غير بعيد، فظهر المغرب، ذلك البعيد القريب. ساعد في قراري عمل خوسيه مانويل نافيا عن الدباغين، كما كانت كتب خوان غويتيسولو التي قدمها لي أحد الأصدقاء مفتاحًا جعل دخولي سهلاً”.
وتابع أنه حاول منذ بداية رحلته تجاوز الطابع الاستشراقي في المغرب، و”ورؤية أشياء أخرى، والبحث عن الروابط مع الضفة الأخرى من المضيق، وما يجمعنا وهو كثير”، مؤكداً أنه ظل “متمسكًا بفكرة نافيا القديمة: الذهاب إلى المغرب ليس لاكتشاف شيء جديد بل للتعرّف إلى الذات، وإذا بحثت عن الجسور بين الضفتين تجدها”.