بنكهات الوطن.. مهاجرة مغربية تفتتح مطعما بمرسيليا

حجم الخط:

هبة بريس – مارسيليا

في قلب مدينة مرسيليا الفرنسية، وتحديدًا في شارع “لا بونيتري” بالدائرة الثانية، افتتحت الشيف المغربية نجاة أريدوس مطعمها الجديد “نَسمة”، الذي يجمع بين النكهات المغربية الأصيلة والرؤية العصرية في تقديم المأكولات.

هذا المشروع لم يكن ليرى النور لولا الدعم الذي تلقّته من حاضنة الأعمال “Singa”، وهي منظمة تساعد القادمين الجدد – من لاجئين ومهاجرين – على تأسيس مشاريعهم الخاصة.

حلم تحوّل إلى واقع بعد سن الخمسين

نجاة أريدوس، البالغة من العمر 53 عامًا، وصلت إلى فرنسا سنة 2016 قادمة من مدينة أولاد تايمة قرب أكادير. كانت تحمل معها شغفًا كبيرًا بالمطبخ المغربي، لكنها لم تكن تملك الأدوات أو المعرفة اللازمة لتحويل هذا الشغف إلى مشروع مستدام. بعد حصولها على شهادة في فنون الطبخ من خلال برنامج نظمته جمعية “Des étoiles et des femmes”، انضمت إلى برنامج تدريبي مكثف استمر لثمانية أشهر مع حاضنة “Singa”.

تقول نجاة: “في البداية لم تكن لدي فكرة واضحة عن المشروع، لكن من خلال التكوين تعلمت كيفية إجراء دراسة سوق، حساب التكاليف، البحث عن مصادر التمويل، وتحويل وصفاتي إلى خطة عمل قابلة للتنفيذ.”

نكهات المغرب تعبق في أزقة مرسيليا

مطعم “نَسمة” لا يقدم فقط أطباقًا مغربية تقليدية مثل الطاجين والكسكس، بل يسعى أيضًا إلى تقديم تجربة متكاملة تعكس الثقافة المغربية.

على جدران المطعم، تتزين الصحون الذهبية بجوار لوحة فنية رسمها شقيق نجات، مستوحاة من الأزقة الزرقاء لأولاد تايمة. أما رائحة الزعفران والنعناع والأملو، فتملأ الأرجاء وتعكس هوية المطبخ المغربي في أدق تفاصيله.

وتضيف نجات بحماس: “أريد أن أعرّف الزبائن على نكهات بلدي، وعلى كرم الضيافة المغربي. بالنسبة لي، الطبخ ليس فقط أكلًا، بل وسيلة للتواصل، للحوار، ولخلق روابط بين الناس.”

“Singa”: حاضنة للآمال الجديدة

منذ عام 2023، ساعدت حاضنة “Singa” في مرسيليا أكثر من 150 شخصًا من اللاجئين والمهاجرين على تحويل أفكارهم إلى مشاريع حقيقية، في مجالات متنوعة تشمل الطبخ، الحرف اليدوية، والخدمات. وتُعد تجربة نجات مثالًا ناجحًا على الأثر الإيجابي لهذه المبادرات في دعم الاندماج الاقتصادي والاجتماعي للمهاجرين في فرنسا.