من تطوان.. شباب يوجهون رسالة قوية” نحب ملكنا ونحلم بوطن نقي من الفساد”(فيديو)

حجم الخط:

هبة بريس – تطوان

في أحد أحياء تطوان العتيقة، حيث يمتزج عبق التاريخ بنبض الشباب، اجتمع عدد من الشابات والشبان في مبادرة مواطِنة غير مسبوقة، رفعوا من خلالها شعارًا بسيطًا لكنه عميق: “نحب ملكنا.. ونحلم بوطن نقي من الفساد.”

لم تكن تظاهرة ولا وقفة احتجاجية، بل كانت جلسة نقاش مفتوح في ساحة صغيرة تحولت إلى منصة حوار، فيها عبّر هؤلاء الشباب عن انخراطهم الواعي في مسار الإصلاح، وعن أملهم الكبير في وطنٍ يتسع لأحلامهم، خالٍ من مظاهر الزبونية والمحسوبية التي تخنق الطاقات وتهمّش الكفاءات.

– “زد”.. صوتٌ من رحم الشارع

في طليعة هؤلاء الشباب برز اسم “زيد” أو كما يناديه أصدقاؤه “زد”، شاب في نهاية العشرينات، يعمل في تصميم الغرافيك، لكنه يرى في العمل التطوعي رسالة أكبر من أي وظيفة.

قال أحد منخرطي زد أمام الحاضرين بنبرة واثقة:”نحن لا ننتقد من أجل الانتقاد، نحن مع الإصلاح، ومع ما بدأه جلالة الملك محمد السادس من أوراش كبيرة… لكننا نطالب بجرأة أن تراجع الأحزاب طريقة تدبيرها، وأن تضع الوطن أولًا، بدل المصالح الضيقة.”

كلماته وجدت صدى واسعًا بين الحضور، خاصة حين أشار إلى أن الشباب المغربي ليس سلبيًا أو لامباليًا، بل هو متعطش للعدالة، وللمساواة في الفرص، ولأن يكون شريكًا حقيقيًا في بناء المستقبل.

– رسالة إلى الأحزاب: أعيدوا النظر

ما ميز هذه المبادرة ليس فقط الصدق في التعبير، ولكن أيضًا وضوح الرسالة:”نحن مع الإصلاح، ولسنا خصومًا لأحد، لكننا نطالب من كل الأحزاب أن تعيد النظر في طريقتها، في برامجها، في علاقتها بالشباب… كفى من الشعارات، نريد أفعالًا.”

شباب تطوان لم يكتفوا بالكلام، بل أعلنوا عن تنظيم ورشات تكوينية شهرية حول النزاهة والشفافية، بشراكة مع جمعيات مدنية، وحملات رقمية للتوعية بمخاطر الفساد وآثاره المدمّرة على التنمية.

– أمل لا يموت

في ختام اللقاء، وقبل أن يتفرق الجميع، رفعت إحدى الشابات لافتة كتب عليها:”نحب ملكنا، نحترم مؤسساتنا، لكننا لن نصمت عن الفساد.”

تلك اللحظة كانت أبلغ من كل الكلمات. رسالة شبابية واضحة، قوية، ومسؤولة. رسالة حب ووفاء للملك، ورسالة تحدٍ في وجه الفساد، ورسالة أمل في غدٍ أفضل.