بعد خرجاته الغاضبة.. النظام الجزائري يلتزم الصمت أمام المناورات المغربية الفرنسية “شرقي 2025”

حجم الخط:

هبة بريس

التزم النظام العسكري الجزائري الصمت التام بعد انطلاق المناورات العسكرية المغربية الفرنسية المشتركة “شرقي 2025” ابتداءً من 6 أكتوبر في نواحي الرشيدية، في مؤشر واضح على عجزه الدبلوماسي وعمى استراتيجيه أمام الشراكة المغربية الفرنسية العميقة.

صمت مفاجئ للنظام الجزائري

وجاء هذا الصمت المفاجئ متناقضًا مع الخطابات النارية التي أطلقها النظام الجزائري في مارس الماضي، والتي كانت تتسم بالتهديد والصراخ المبالغ فيه، ما يجعل الصمت الحالي أكثر وضوحًا ودلالة على فقدان أي موطئ قدم سياسي في القضية.

وقد شملت المناورات، التي نفذتها القوات المسلحة الملكية بالتعاون مع الجيش الفرنسي، نشر وحدات ميدانية، اشتباكات تكتيكية، عمليات إنزال جوي، ومحاكاة هجوم، حيث انضمت دبابات أبرامز المغربية إلى مروحيات تيغر وإن أش 90 الفرنسية. وأكد سلاح البر الفرنسي على موقعه الرسمي جودة التكامل بين القوات والشراكة الاستراتيجية المتينة.

فبعد المزايدات التي شهدتها تصريحات الجزائر في مارس الماضي، كان أي استمرار للجدل خلال هذه المناورات سيزيد من عزل الجزائر على الساحة الدولية ويُبرز افتقارها للشرعية.

على مدى السنوات الأخيرة، كانت الطغمة العسكرية الحاكمة بالجزائر تجري مناورات ضخمة على الحدود المغربية، غالبًا بمشاركة روسيا، كما حدث في مناورات “درع الصحراء” في عامي 2022 و2023 بالقرب من المغرب، دون أن يصدر أي رد فعل رسمي من الرباط، بينما بدأت الجزائر أولاً في الاحتجاج ثم الصمت لاحقًا، في محاولة منها لتجنب الإحراج الدولي أمام واقع لا يمكن إنكاره.

أزمات داخلية خطيرة في الجزائر

وتجدر الإشارة إلى أن الإعلان عن مناورة “شرقي” جاء في وقت كانت فيه الجزائر تحاول صرف الانتباه عن أزمات داخلية حساسة، أبرزها اعتقال الكاتب بوعلام صنصال، والتوتر مع باريس بشأن طرد مهاجرين جزائريين غير نظاميين، واتهامات بالتجسس على الأراضي الفرنسية.

لقد كانت الهستيريا الدبلوماسية تهدف لإعادة توجيه الانتباه نحو الوطنية والتنافس الإقليمي، لكن بعد انصراف الإعلام عن هذه القضايا، تبين أن استمرار الضجيج لا فائدة منه، فاعتمدت الجزائر الصمت كخيار استراتيجي.

في المقابل تعد مناورة “شرقي” بالنسبة للمغرب وفرنسا جزءا من برنامج طويل الأمد للتعاون العسكري. هذه المناورات تهدف إلى تعزيز التدريب المشترك، قابلية التشغيل البيني، والاستعداد لمواجهة التحديات الأمنية، لا سيما في منطقة الساحل.

وبذلك، يعزز المغرب مكانته كلاعب إقليمي موثوق، بينما تحافظ فرنسا على حضور استراتيجي في منطقة حيوية بعد انسحابها من منطقة الساحل.

وتكشف ردود الفعل الجزائر المتبشعة بالهستيريا ثم الصمت لاحقا عن قصور دبلوماسيتها، اما مناورة “شرقي 2025″، فقد جرت في أجواء هادئة ومنظمة صدت طموحات الجزائر التي صدمت بواقع التعاون المغربي الفرنسي الراسخ.