هبة بريس – شفيق عنوري
كشفت وثائق مسربة، نشرت مضمونها مجلة “بانوراما” الإيطالية، عن تنامي التحالف العسكري الذي يربط بين روسيا وإيران والجزائر.
وأفادت المجلة أن وثائق مسرّبة من شركة “روستيك” الروسية لصناعة الدفاع، كشفت عن اتفاقات تسليح استراتيجية بين موسكو وطهران والجزائر، تشمل طائرات مقاتلة متطورة من طراز “سوخوي 35” و”سوخوي 57″، في صفقات تتجاوز قيمتها الإجمالية 600 مليون دولار.
وقال المصدر ذاته إن إيران ستحصل على 48 طائرة “سوخوي 35” مجهزة بأحدث أنظمة الحرب الإلكترونية، في صفقة تقارب قيمتها 589 مليون يورو، على أن تبدأ عمليات التسليم بحلول عام 2028، فيما يُعتقد أن الجزائر أبرمت عقدين منفصلين لاقتناء معدات إلكترونية خاصة بطائرات “سوخوي 34” و”سوخوي 57″، بقيمة إجمالية تناهز 415 مليون دولار.
وأضافت “بانوراما” أن هذه التطورات تؤكد تنامي المحور العسكري بين الدول الثلاث التي تتقاطع في مصالحها الدفاعية ومواقفها المتوترة مع الغرب، مشيرة إلى أن تسريبات الوثائق التي نشرتها منصة “ذا إنسايدر” الروسية المعارضة، تؤكد وجود توجه واضح لدى موسكو لتوسيع صادراتها العسكرية نحو شركاء غير خاضعين للعقوبات الغربية.
وذكرت المجلة أن الجزائر تسعى عبر هذه الصفقات إلى تعزيز تفوقها الجوي في شمال إفريقيا، لتصبح أول دولة في القارة تمتلك مقاتلات من الجيل الخامس، وهو ما تعتبره الرباط تهديدا مباشرا لتوازن القوى الإقليمي، خصوصا في ظل استمرار النزاع حول الصحراء المغربية.
وحذرت “بانوراما” من أن حصول إيران على مقاتلات متطورة قادرة على بلوغ البحر المتوسط، من شأنه أن يثير قلق إسرائيل وحلف شمال الأطلسي، فيما ترى أوروبا أن التعاون العسكري المتنامي بين موسكو والجزائر يهدد الأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وختمت المجلة الإيطالية تقريرها بالتأكيد على أن هذا “المثلث العسكري” بين روسيا وإيران والجزائر، إن تأكد رسميا، سيشكل نواة تكتل جديد موازٍ للنظام العسكري الغربي، ويكرس التحول في موازين القوى على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.