هبة بريس
يستمرّ التوتر داخل ولاية تندوف والمخيمات، التي تحوّلت إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين النظام العسكري الجزائري وشبكات ترويج المخدرات، في ظلّ تصاعد انتشار المواد المهلوسة داخل المنطقة، واستغلال المروّجين الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الصحراويون المحتجزون هناك، خصوصاً فئة الشباب الذين يعانون من اليأس وانسداد الأفق.
وفي أحدث فصول هذا الصراع، أعلنت مصالح الدرك الجزائري في تندوف، يوم الأربعاء، عن حجز تسعة آلاف قرص مهلوس وتوقيف ثلاثة أشخاص، ضمن عملية وُصفت بأنها استمرار لحملة “مكافحة الجريمة”.
وأوضحت في بيانها أن العملية بدأت أثناء دورية مشتركة لعناصر الدرك والجمارك بمنطقة حاسي خبي، حيث نُصبت نقطة مراقبة على الطريق الوطني رقم 50 الرابط بين تندوف وبني عباس.
وخلال تفتيش دقيق لمركبة سياحية، عُثر على 9000 كبسولة من نوع “بريغابالين 300 ملغ” كانت مخبأة بإحكام داخل السيارة.
وأسفرت العملية عن حجز المركبة والميزان الإلكتروني والهواتف المحمولة التي كانت بحوزة الموقوفين، في انتظار عرضهم على القضاء بعد استكمال الإجراءات القانونية.
واعتبر مراقبون أن هذه العملية لا تعكس رغبة حقيقية من النظام العسكري الجزائري في مكافحة تجارة المخدرات، بل هي، حسب تعبيرهم، “رسالة ترهيب” موجهة إلى بعض المجموعات التي تتصارع مع أذرع النظام داخل تندوف على سوق هذه السموم.
ويرى مراقبون أن مثل هذه الحملات ليست سوى غطاء أمني لخدمة أجندة سياسية، إذ يسعى النظام الجزائري وواجهته الانفصالية “البوليساريو” إلى تثبيت قبضتهما الحديدية على المخيمات، ومنع أي محاولة للتمرّد أو تغيير الوضع الأمني القائم داخل تندوف، التي تحوّلت إلى منطقة مغلقة تتحكم فيها شبكات الجنرالات دون رقيب أو مساءلة.