توتر متصاعد في “منطقة القبايل” مع اقتراب إعلان جمهورية القبائل استقلالها عن الجزائر

حجم الخط:

هبة بريس

في ظل اقتراب الموعد الذي حددته “جمهورية القبايل” لإعلان ما تسميه “استقلال منطقة القبائل” يوم 14 دجنبر 2025، تتصاعد حدة التوتر شمال الجزائر بين السلطات المركزية وهذه الجمهورية التي يقودها فرحات مهني.

وبحسب تقارير إعلامية محلية، أطلقت السلطات الجزائرية خلال الأسابيع الأخيرة حملة واسعة لتوزيع حوالي 20 ألف علم وطني في مدن وقرى القبائل، في خطوة تراها الأوساط الرسمية ترسيخاً لرموز الدولة وتأكيداً على وحدة التراب الوطني، بينما تعتبرها حركة “الماك” دليلاً على خوف النظام من تنامي النزعة الانفصالية داخل المنطقة.

ويرى مراقبون أن هذا التحرك يحمل رسائل سياسية موجهة إلى الداخل والخارج، هدفها إظهار تمسك سكان المنطقة بالهوية الوطنية، في وقت تصعّد فيه قيادة “الماك” خطابها المنتقد لسياسات الجزائر بالمنطقة.

وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، وجه زعيم الحركة فرحات مهني رسالة شديدة اللهجة إلى السلطات الجزائرية قائلاً: “لن تنجحوا في طمس هويتنا. القبايل ليست جزءاً من الجزائر، بل أمة قائمة بذاتها… لقد عانى شعبنا من الاعتقال والتعذيب، ولا يزال المئات في السجون بسبب تمسكهم بهويتهم.”

وأكد مهني أن نحو 500 من أنصار الحركة لا يزالون معتقلين، متهماً النظام بمحاولة “فرض الرموز الوطنية بالقوة” دون جدوى، مؤكداً أن القبايليين سيواصلون سعيهم نحو “الحرية والاستقلال”.

ويحذر محللون من أن استمرار التصعيد قد يفاقم الوضع الأمني في منطقة القبائل، خاصة مع غياب أي قنوات حوار بين الحكومة وجمهورية القبايل التي تمثلها حركة الماك.

ومع اقتراب موعد 14 دجنبر، تبقى المنطقة بؤرة توتر سياسية وأمنية مفتوحة، تعكس الصراع القائم بين خطاب الدولة الداعي للوحدة الوطنية، ومساعي “الماك” لفصل المنطقة عن الجزائر.