هبة بريس
كشفت وكالة فرونتكس الأوروبية لحماية الحدود وخفر السواحل، عن أرقام صادمة تخص نزيف الهجرة غير الشرعية من الجزائر، حيث شكّل الجزائريون أكثر من 90% من عمليات الرصد في النصف الأول من سنة 2025، عبر قوارب الموت المتجهة إلى إسبانيا.
نزوح جماعي للجزائريين
هذا النزوح الجماعي يعكس فشل النظام العسكري الحاكم في الجزائر، وغياب أي مشروع سياسي أو اجتماعي يوقف نزيف اليأس.
وبحسب الوثيقة التفصيلية لفرونتكس حول مسار غرب البحر الأبيض المتوسط، ما بين يناير ويوليوز 2025، وصل إلى السواحل الإسبانية 4099 جزائريًا، أغلبهم بجزر البليار، متجاوزين مجموع باقي الجنسيات الأخرى. وجاء الصوماليون في المرتبة الثانية بـ 1190 مهاجرًا، فيما لم يتجاوز عدد الجزائريين الواصلين إلى إيطاليا 1014 فقط، أي أربع مرات أقل مما سجلته إسبانيا.
أما شهر غشت 2025 فقد سجّل ذروة غير مسبوقة، حيث وصل 5503 مهاجرين جزائريين على متن 296 قاربًا صغيرًا إلى جزر مايوركا وإيبيزا وفورمينتيرا، أي بزيادة 70% عن الفترة نفسها من 2024.
ووفق وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، فقد بلغ عدد المهاجرين الجزائريين الذين وصلوا جزر البليار طيلة 2024 نحو 5882 فقط، ما يكشف تضاعف الأزمة هذا العام.
سواحل الجزائر بوابة كبرى للهجرة غير الشرعية
وفي المقابل، سجلت المنظمة الدولية للهجرة مصرع 1131 شخصًا أثناء محاولتهم العبور خلال 2025، بينهم 44 جثة لم يتم التعرف على هويات أصحابها، في حين اعتقلت قوات الحرس المدني الإسباني 69 قاربًا.
هذه الأرقام المهولة تكشف أن سواحل الجزائر تحولت إلى البوابة الكبرى للهجرة غير الشرعية، أكثر من أي طريق بحري آخر نحو أوروبا. ويرجع ذلك إلى تواطؤ النظام العسكري مع شبكات تهريب البشر، وإلى حالة الفوضى وانعدام الاستقرار السياسي، كما أكد الصحفي الجزائري أكرم بلقايد، رئيس تحرير “لوموند ديبلوماتيك”.
في المقابل، تتقاعس الأجهزة الأمنية الجزائرية عن التعاون الجدي في مكافحة الهجرة غير النظامية، لتتحول البلاد إلى ثقب أسود يبتلع الجزائريين ويدفعهم نحو المجهول.
إنها النتيجة الطبيعية لسياسة قمعية ونظام استبدادي يستنزف ثروات الغاز والبترول، بينما يترك مواطنيه فريسة القهر والحرمان، يصارعون الهروب من قبضة عسكرية خانقة لا تقدم لهم سوى الإقصاء والتهميش.