جرسيف.. قنطرة بملايين الدراهم تُفتح في الظلام!

حجم الخط:

هبة بريس- محمد بودهان

رغم فتح القنطرة الجديدة على وادي ملوية في وجه حركة المرور، يوم الجمعة 2 أكتوبر 2025، والتي بلغت كلفة إنجازها أزيد من 47 مليون درهم بتمويل من وزارة التجهيز والماء، إلا أن هذا الحدث المنتظر خيّب آمال الساكنة، بعدما تبيّن أن الممرّ ما زال يفتقر لأبسط شروط السلامة، وعلى رأسها الإنارة العمومية.

فمع أولى الليالي بعد الافتتاح، بدت القنطرة غارقة في الظلام، ما جعل عبورها محفوفاً بالمخاطر سواء بالنسبة للراجلين أو مستعملي الدراجات النارية والسيارات، خاصة في ظل غياب الإضاءة ، وهو ما اعتبره عدد من المواطنين إهمالاً غير مبرر في مشروع يفترض أنه نموذج للتأهيل الطرقي الحديث.

نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عبّروا عن استغرابهم الشديد لفتح مشروع ضخم بهذا الحجم دون إنارته، معتبرين أن ذلك يُبرز ضعف التنسيق بين المصالح التقنية المعنية، ويطرح تساؤلات جدّية حول معايير التسليم والمراقبة، خصوصاً أن القنطرة تُعد شرياناً رئيسياً يربط المدينة بالمحاور الشرقية ويُفترض أن يُسهم في تعزيز السلامة المرورية.

عدد من التعليقات على المنصات الرقمية وصفت الخطوة بـ”العبثية”، مشيرة إلى أن “مشروعاً كلف ملايين الدراهم لا يمكن أن يُترك غارقاً في الظلام وكأنه طريق ثانوي”، فيما دعا آخرون إلى تدخل عاجل من السلطات المختصة لتدارك هذا الخلل قبل وقوع حوادث محتملة.

ويبقى السؤال الذي يطرحه الشارع الجرسيفي بإلحاح ، كيف لقنطرة حديثة البناء، كلفت الملايين من المال العام، أن تُفتح دون إنارة أو تجهيز كامل لعناصر الأمان؟هل يتعلق الأمر بتسرع في الإعلان عن انتهاء الأشغال، أم بضعف في التنسيق بين المصالح التقنية والجهات المشرفة على المشروع؟

أسئلة مشروعة تنتظر جواباً واضحاً من المسؤولين، بينما يظل الأمل قائماً في أن تُتدارك هذه النقائص سريعاً، حتى لا تتحول القنطرة الجديدة إلى “ممر خطر” بدل أن تكون رمزاً للتنمية والسلامة الطرقية بمدينة جرسيف.