المغرب محط اهتمام الشركات الإيطالية ضمن خطة “ماتّيي”

حجم الخط:

هبة بريس – شفيق عنوري

أصبح المغرب وجهة استراتيجية للشركات الإيطالية في إطار “خطة باتّيي” (Piano Mattei) للتعاون مع إفريقيا، وذلك حسب ما أكدت باتريتسيا ماورو، المديرة العامة لمنظمة “Confindustria Assafrica & Mediterraneo”، خلال لقاء جمعها بالسفير الإيطالي الجديد في الرباط، باسكواله سالتسانو، بمقر اتحاد الصناعيين الإيطاليين في روما، بحضور عدد كبير من ممثلي الشركات الإيطالية المهتمة بالسوق المغربية.

وأورد موقع “Agenzia Nova” الإيطالي أن ماورو أوضحت أن اللقاء يندرج ضمن برنامج المنظمة لتعزيز التواصل بين الدبلوماسية الإيطالية والقطاع الصناعي، مشيرة إلى أن المغرب بلد في نمو متسارع ويضم قطاعات تتقاطع مع أولويات إيطاليا الاستراتيجية، مثل البنية التحتية، والطاقة، واللوجستيك، والتكوين المهني.

وتابع المصدر نفسه أن المنظمة حددت 12 مشروعاً في مراحل متقدمة ضمن خطة ماتّيي تشمل القطاعات المعدنية، السكك الحديدية، البناء، والتكوين المهني، من بينها مشروع لبناء 40 منشأة رياضية واتفاقيتان مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل في الرباط.

وشارك في الاجتماع شركات متعددة القطاعات مثل “Acea” المتخصصة في المياه والخدمات العامة، و”Almaviva” الرائدة في التحول الرقمي، و”Banca Ubae” و”Iccrea Banca” لتمويل الصادرات، إضافة إلى شركات لوجستية مثل “Tarros” و”BTT Italia”، وشركات صناعية كبرى مثل “Leonardo” في قطاع الدفاع والطيران، و”Progress Rail” التابعة لمجموعة “Caterpillar”، فضلاً عن مؤسسات مالية واستشارية قانونية وضريبية، وذلك وفق ما جاء في الموقع الإيطالي.

من جانبه، أكد السفير الإيطالي في الرباط، باسكواله سالتسانو، أن المغرب يعد “البلد الوحيد تقريباً الذي تعمل فيه المؤسسات المالية الإيطالية الكبرى لدعم الاستثمار الخارجي في وقت واحد”، مشيراً إلى أن قرار فتح أول مكتب لمؤسسة “Cassa Depositi e Prestiti” بالمملكة استند إلى معطيات واقعية وتقييم دقيق لفرص السوق المغربي.

ووصف سالتسانو المغرب بأنه بلد متعدد المراكز وحيوي، يشبه إيطاليا في هيكله الجغرافي، مشيداً بعواصم المملكة: الرباط “إدارية منظمة”، الدار البيضاء “القلب المالي واللوجستي”، مراكش “الوجهة السياحية”، وطنجة “المحرّك الصناعي”، وميناء طنجة المتوسط “أحد أهم المراكز اللوجستية في البحر المتوسط”، مع المنطقة الصناعية المحاذية التي تضم أحد أكثر تجمعات صناعة السيارات تطوراً في العالم باستثمارات تتجاوز مليار يورو من مجموعات كبرى مثل “Stellantis”.

كما أكد السفير على أهمية الاستقرار السياسي والملكي في جذب الاستثمار، مشيراً إلى القرب الجغرافي وسلاسل التوريد القصيرة والآمنة. ولفت إلى البنية التحتية المتقدمة من طرق سريعة وموانئ، وأول خط قطار فائق السرعة في إفريقيا بين طنجة والدار البيضاء بسرعة 320 كلم/ساعة، إضافة إلى المنطقة المالية بالدار البيضاء التي توفر حوافز ضريبية وتشكل مركزاً مالياً لإفريقيا الغربية.

واختتم سالتسانو بالإشارة إلى القطاعات الواعدة في المغرب، ومنها صناعة السيارات، الصناعات الغذائية، الأدوية، البنى التحتية، تدبير المياه، والطاقة المتجددة والهيدروجين، مشدداً على الطفرة العمرانية والاستثمارات الجارية استعداداً لاستضافة كأس العالم وكأس أمم إفريقيا، ومؤكداً أن الشباب المغربي يطالب بمزيد من الاستثمار في التعليم والصحة، وهو ما يمثل فرصاً حقيقية لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين المغرب وإيطاليا.