مشروع “Campus Green Smart” ببنسليمان.. حلم جامعي طموح طُمِر في صمت

حجم الخط:

هبة بريس

قبل أربع سنوات، أُعلن في مدينة بنسليمان عن مشروع وطني واعد يحمل اسم “Campus Green Smart – Université Nouvelle Génération”، رُوّج له حينها كأحد أكبر المشاريع الجامعية في المغرب، بمواصفات عصرية تجمع بين التكوين العالي، البحث العلمي، التنمية المستدامة، والعدالة المجالية.

المشروع، الذي يمتد على 100 هكتار وبميزانية قاربت 818 مليون درهم، لم يكن مجرد توسعة جامعية، بل تصور شامل لقطب جامعي جديد يستوعب 50 ألف طالب، ويضم كلية للطب، مركزاً استشفائياً جامعياً، فضاءات للبحث والابتكار، وأقطاباً علمية متخصصة في مجالات الطب، البيئة، الرياضة، والفلاحة.

وقد ساهمت الرئيسة السابقة لجامعة الحسن الثاني، عواطف حيار، إلى جانب الوزير الأسبق للتعليم العالي، سعيد أمزازي، في بلورة رؤية هذا المشروع، وتم فعلياً اقتناء العقار المخصص له بأكثر من 15 مليون درهم، في خطوة رآها المتتبعون دليلاً على جدية التنفيذ.

لكن ما إن تغيرت القيادة الجامعية بتولي الحسين أزدوك رئاسة الجامعة، ومع تعيين عبد اللطيف الميراوي وزيراً للتعليم العالي، حتى دخل المشروع في حالة جمود تام. لم تُنفذ المشاريع المبرمجة، ولم تنطلق الأوراش، وبقي المشروع حبيس الرفوف، رغم التزامات واضحة ضمن دفتر التحملات.

اليوم، وبعد مضي أكثر من أربع سنوات على إطلاقه، لم يُنجز سوى أقل من 10% من المشروع، في وقت ما زالت فيه بنسليمان تنتظر تحوّلها إلى قطب جامعي واقتصادي كما كان مُرتقباً. هذا التعثر، بحسب عدد من المتابعين، يُعدّ أكبر حالة تعطيل تشهدها جامعة الحسن الثاني في تاريخها.

الأخطر أن تعثر هذا المشروع يُخالف التوجهات الوطنية في مجال تطوير التعليم العالي وربطه بالبحث والابتكار، ويُفاقم الفوارق المجالية في جهة الدار البيضاء–سطات، محرماً آلاف الطلبة من تكوين متطور في تخصصات حيوية.

أسئلة عديدة تطرح نفسها بإلحاح: من يتحمل مسؤولية هذا التوقف؟ لماذا لم يتم تفعيل أي آلية لتدارك التأخير؟ وكيف تُبرَّر هذه “الخسارة الصامتة” في وقت يعيش فيه المغرب دينامية كبرى في مجالات التعليم والتنمية، خصوصاً مع الاستحقاقات الدولية القادمة مثل تنظيم كأس العالم 2030؟